التكنولوجيا الحديثة في مدارس المستقبل

١٠ وسائل تكنولوجية في مدارس المستقبل

تعتبر مهنة مشرف تقنيات التعليم ذات أهمية عالية في المؤسسة التعليمية. فهي تساعد في تطوير المرافق التعليمية والمناهج والاشراف على سير العملية التعليمية بشكل سلس، ومراقبة النتائج بعد تطبيق النظريات الخاصة في تكنولوجيا التعليم؛ وكذلك البحث على كل ما هو جديد من تكنولوجيا وطرق تدريس وأدوات قد تساعد في تنمية قدرة المدرسة على العطاء العلمي، وتطبيق مشرف تقنيات التعليم للنظريات الخاصة في الوسائل التعليمية والتكنولوجيا الحديثة يكون على أساس علمي وتحت ضوابط، فبعد اعداد البحث يتم التطبيق على عينة صغيرة ثم دراسة النتائج، ثم بتوسيع الدائرة وتكرار البحث حتى يتم تعميم الوسيلة الجديدة في المدرسة.

وفي هذا العمل سوف أطرح بعض الوسائل التكنولوجية الحديثة التي (قد) تكون جزء من الحصة الدراسية في المستقبل.

١- الخرائط التفاعلية في الجغرافيا:

أصبحت الخرائط التفاعلية قريبة جداً من الواقع فهي تكشف تضاريس عدد كبير من بقاع الأرض وتبيّن المعالم التي تشتهر بها كل بلاد، وتوفر رابط الكتروني لكل مكان للبحث عن المعلومات المفيدة الخاصة بأي شيء على الخريطة. ويمكن أيضاً استخدام تقنية الواقع الافتراضي للدخول إلى الخريطة ورؤية التفاصيل الدقيقة لمكان يبعد آلاف الأميال عن الصف.[1]

٢- الألعاب والتاريخ:

رغم ان هذه النقطة تحتاج بحث كامل على تفاصيلها، لكن باختصار، رئيس وزراء بولندا أعلن عن ادخال لعبة this war of mine الى المنهج كمرجع اختياري، وهذه اللعبة تروي تفاصيل حصار سراييفو من وجهة نظر المدنيين في المدينة بشكل دقيق جداً، واللعبة مبنية على رواية الكاتب الذي عاصر أحداث حصار سراييفو مما يعطي اللعبة عنصر الواقعية. ومن الممكن اختيار عدد من الألعاب التي تحتوي على تفاصيل تاريخية كأسماء الملوك وتاريخ الحروب وأنواع الأسلحة المستخدمة في كل حضارة وفي كل حقبة زمنية.[2]

٣- محاكاة الواقع والفيزياء simulation programs:

منهج الفيزياء يحتوي على الكثير من القوانين التي ترتبط بالواقع وهذه القوانين تعتمد على معطيات وحلها يعطي نتائج، واستخدام محاكاة الواقع يتيح للطلبة وضع تجارب افتراضية وتطبيقها على البرنامج ومشاهدة النتائج وفهم ما يحدث أثناء تطبيق التجربة، وعلى سبيل المثال سقوط كرة ثلجية من اعلى الجبل وتدحرجها إلى الأسفل مما يجعل الكرة أكبر فأكبر وهذه التجربة خطيرة ولا تحدث في البلدان التي لا يوجد فيها جبال أو طقس بارد؛ ويمكن تغيير المعطيات ومشاهدة التغيرات في النتائج مما يعطي الطلبة فهم أفضل للمادة.[3]

٤- نظام تتبع مستوى الطلبة:

مراعاة الفروق الفردية هي قاعدة أساسية في التعليم، وفقط المعلم المتميز الذي يستطيع ملاحظة هذه الفروق وإعطاء كل طالب حقه من الوقت والشرح أثناء الحصة الدراسية أو في الساعات المكتبية. لذلك نظام تتبع الطلبة يشاهد كل تصرفات الطالب المتعلقة بالدراسة ويضعها على شكل معلومات وأرقام وأشكال بيانية تبيّن مستوى الطالب ومدى تقدمه خلال الفصل الدراسي. طبعاً نحتاج لتطبيق هذا النوع من الأنظمة إلى صف دراسي ذكي، أي، أن تكون الواجبات والاختبارات وأيضاً حل الأسئلة الشفهية عن طريق النظام نفسه، ويُظهر هذا النظام أيضاً عدد الساعات التي قضاها الطالب في حل الواجب في البيت وعدد محاولات الحل وارتفاع درجاته او انخفاضها. وهذا أيضاً يزيد من رقابة المسؤول عن المعلم لملاحظة تأثير المعلم في حل المشاكل التي تواجهه مما يفيد في اعطاءه تقييم سنوي أكثر انصافاً.

٥- الكتب الذكية:

الكتب هي المصدر الرئيسي للتعليم فهي تعتبر المنهج الرسمي المقرر من المؤسسة التعليمية وعليه يتم تقويم الطلبة، وتأليف الكتب يتم بمراحل طويلة معقدة حتى يتم انتاج كتاب يناسب الفئة ومتصل بالمناهج السابقة واللاحقة. الكتب الذكية لا تختلف شكلاً عن الكتب العادية ولكن عند تمرير كامرة الهاتف الذكي على إحدى الصور في الكتاب تتحول الصورة إلى فيديو صوت وصورة أو عند تمرير الكامرة على مسألة رياضية يتم فتح فيديو توضيحي للمسألة لتسهيل حلها. هذه التقنية متوفرة اليوم ويتم استخدامها في بعض المجلات والكتب.

٦- الطاولة الذكية:

الطاولة الذكية هي جهاز يعمل باللمس او باستخدام قلم خاص، يبدأ الطالب بتسجيل الدخول في حسابه الخاص بالمدرسة المرتبط بالسحابة، يمكن فتح الكتاب فيها وكتابة الملاحظات فيها وحفظها في السحابة فلذلك يمكنه تغيير الطاولة ولا يتغير شيء، وأيضاً يستطيع فتح الملفات في المنزل عن طريق تسجيل دخوله في أي جهاز ذكي لمراجعة دروسه، ومن المميزات التي يمكن الاستفادة منها: مشاركة الملاحظات مع زملائه، عرض الحل في السبورة الذكية، حل الأسئلة الشفهية التي ستظهر في جميع الطاولات ويستطيع المعلم رؤية جميع الأسئلة ومعرفة من لم يستطيع حل السؤال فيعيد شرح الدرس.[4]

٧- السحابة:

تستخدم السحابة اليوم في تخزين الصور والمعلومات الخاصة بالمستخدم، لتسهيل الوصول إليها والمحافظة عليها من التلف والضياع، في المدرسة سيكون لكل طالب ومعلم وموظفي الهيئة الإدارية والآباء حسابات للدخول للسحابة، واستخدام السحابة سيسهل الوصول للمعلومات الخاصة بالطالب، من حضور وغياب ودرجات ومدى تقدم الطالب في التعليم وكذلك الواجبات التي تم حلها والمذكرات والاختبارات السابقة والملاحظات التي تم كتابتها في المدرسة. وستمكن هذه الحسابات الأهالي التواصل مع المعلمين والإدارة المدرسية.[5]

٨- الأوراق الذكية:

هي عبارة عن شاشة بلاستيكية بسمك الورقة وبحجم A4 وهي شاشة تفاعلية يمكن استخدامها بدلاً من الأوراق التي يتم توزيعها وهي شاشة تفاعلية يمكن حل الأسئلة فيها أو تصفح الكتاب الخاص بالمنهج أو المذكرة أو يظهر فيها ما هو موجود في السبورة الذكية، فبدلاً من نقل السؤال من السبورة يكتب المعلم السؤال في السبورة ويظهر السؤال لدى جميع الطلبة في نفس الوقت. ويمكن تكبير الخط فيكون واضحاً لمن يعانون من ضعف النظر، ويمكن تعديل الأخطاء الطباعية التي تحدث كل يوم دون الشطب أو استخدام الـcorrector.[6]

٩- تعليم محدودي الدخل في شتى بقاع العالم:

تفتقر بعض القرى في الدول الفقيرة للكفاءات التعليمية، وقد يعمل الأطفال في هذه القرى في مساعدة عوائلهم فيكون الوقت عائق لتحصيل العلم، فلذلك قررت بعض الجهات الخيرية وضع دروس كاملة عن طريق الانترنت وهي دروس غير متزامنة وقد تم تصميم الدروس بشكل علمي دقيق بحيث تكون الأفكار واضحة ويسهل فهمها، وتوفر الجهات الخيرية الكتب والأجهزة اللازمة للتعليم، وتكون التغذية الراجعة عن طريق الانترنت بشكل أسئلة وأجوبة وكذلك التعليق والسؤال ويتم الاطلاع عليها من قبل المعلم بشكل دوري، تخدم هذه التقنية المناطق العشوائية والبعيدة عن المدن والتي لا يوجد فيها مدارس أو معلمين، ويتفرغ المعلمين المتقاعدين في شتى بقاع العالم في تصميم هذه الدروس ومتابعة الطلبة بشكل دوري.[7]

١٠- البودكاست:

انتشرت في الآونة الأخيرة برامج البودكاست وهي برامج صوتية يتحدث فيها مقدّم البودكاست عن شتّى المواضيع ويستضيف أهم الأشخاص في المجتمع، بعض برامج البودكاست مفيدة ويوجد بها كمية هائلة من المعلومات، ومن أسرار نجاح البودكاست أن يكون له فائدة علمية واجتماعية وأن يتمتع مقدّم البودكاست بصوت واضح ومخارج أحرف جيدة وقدرة على الخطابة والحديث بشكل سريع. ويمكن الاستفادة من البودكاست في استخدامه كمصادر للبحث أو للاستزادة الثقافية، ذلك والاستفادة من التعليم المصاحب، يمكن الاستفادة من البودكاست في تعلم فن الخطابة والتحاور مع الآخرين ومخارج الأحرف والاستماع للحديث السريع.

الختام:

التقنيات التي تم عرضها هي مجرد أفكار ورؤى لتطوير عملية التعليم وتسهيلها ولجعلها أقل كلفة وأكثر فائدة، بعض التقنيات قد تم بالفعل تطبيقها في بعض المدارس أو بعض البلدان ولكن الأبحاث غير كافية لتأكيد تأثيرها الإيجابي أو لمعرفة سلبياتها، وهنا تقع المسؤولية على عاتق مشرف تقنيات التعليم فهو المسؤول عن وضع الرؤى والنظريات والأبحاث الخاصة في دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية، وكذلك تطبيقها وتقييمها، فلذلك على المؤسسات التعليمية الاستثمار بالكفاءات في هذا المجال لأنه مستقبل التعليم بلا محالة.

كتابة: سلمان سعد سلمان العتيبي